مراسلون

أطفال غزة.. بأي ذنب يُقتلون ويُشرّدون؟

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي، تزداد معاناة الأطفال يوما بعد يوم، فقد أصبحت الطفولة لا تعرف طعما في القطاع المحاصر، إذ أضحى أطفال غزة يواجهون مخاطر القتل والإصابة والتشريد والتجويع والتعذيب والاعتقال.

ووفقا لتقارير المنظمات الإنسانية، فإن الحرب خلفت الآلاف من القتلى والجرحى أغلبيتهم أطفال و نساء، وأكثر من 17 ألف طفل بلا مأوى أو بلا أهل.

وفي ظل استمرار الحصار الصهيوني على القطاع، وعدم وجود حل سياسي قريب، تتفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالأطفال في غزة، وتهدد حقوقهم الأساسية في الحياة والصحة والتعليم واللعب.

أطفال غزة بين الجروح الألم والبتر والعجز

تعد الجروح هي واحدة من أكثر الآثار المدمرة للحرب على الأطفال في غزة، فهم يتعرضون للجروح البالغة والبتر والعجز، التي تؤثر على صحتهم وحياتهم.

وفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 40 في المائة من الأطفال الجرحى بحاجة إلى عمليات جراحية معقدة، ولكن نقص الأطباء والمستلزمات الطبية والكهرباء يحول دون تقديم العلاج اللازم لهم.

وفي بعض الحالات، يتم إجراء عمليات البتر للأطفال دون تخدير، بسبب نقص المخدرات والمسكنات، مما يزيد من ألمهم وصدمتهم.

وبالإضافة إلى الجروح، فإن الأطفال في غزة يعانون من العجز الجسدي والحركي، الذي يحد من قدرتهم على العيش بشكل طبيعي ومستقل.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن نحو 1000 طفل في غزة فقدوا إحدى أطرافهم أو كلتيهما جراء الحرب، وأنهم بحاجة إلى العلاج الطبيعي والنفسي والاجتماعي والتعليمي للتأقلم مع حالتهم.

أكثر من مليون طفل يعانون من قلق مستمر واضطرابات وصدمات نفسية”

بالإضافة إلى الإصابات الجسدية، فإن الأطفال في غزة يعانون من اضطرابات وصدمات نفسية، بما في ذلك القلق والخوف والكوابيس والأرق والاكتئاب والانعزال.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أنه قبل هذه الحرب، كانت اليونيسف تعتبر أن 500 ألف طفل بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية ودعم نفسي في غزة، واليوم تشير تقديراتها إلى أن جميع الأطفال تقريبا في القطاع بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية، أي أكثر من مليون طفل، ولكن نقص المختصين والمرافق والموارد يحد من قدرتها على تقديم هذا الدعم.

 17 ألف طفل في غزة يفقدون ذويهم أو ينفصلون عنهم جراء العدوان الصهيوني

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن نحو 17 ألف طفل في قطاع غزة تأثروا بشدة بالهجمات الإسرائيلية التي استمرت منذ السابع من أكتوبر الماضي، مما أدى إلى مقتل أو إصابة أو فقدان أحد أفراد أسرهم.

وأكدت المنظمة أن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى تلقي خدمات الصحة النفسية والاجتماعية لمواجهة الصدمات والآثار النفسية التي تركتها الحرب عليهم.

وقال مدير الاتصالات بمكتب اليونيسف في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان كريكس، في تصريح صحفي: “إن الأطفال في غزة يعانون من أعراض مقلقة تشير إلى حالة نفسية سيئة، مثل القلق المستمر وفقدان الشهية والأرق والانفعالات العاطفية والخوف من الأصوات القصف”.

بعد حمله سلاحا بلاستيكيا .. جنود الاحتلال تداهم منزل طفل فلسطيني وتحقق معه

في حادثة مروعة، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني منزل طفل فلسطينيا يبلغ من العمر 3 أعوام في بلدة قراوة بني حسان قرب سلفيت بالضفة الغربية، بعد أن شاهدوه وهو يلعب بلعبة بلاستيكية على شكل سلاح.

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، جنديا إسرائيليا وهو يستولي على اللعبة من يد الطفل ويحقق معه بطريقة وحشية، فيما يقف زملاؤه أمام منزله ويهددون عائلته.

ويأتي هذا الاعتداء في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد 19 فلسطينيا، بينهم 9 أطفال و6 نساء، وإصابة العشرات، منذ فجر أمس السبت، حسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. وبلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان قبل نحو أربعة أشهر، 27,131 شهيدا، و66,287 جريحا، في حين لا يزال آلاف الناجين محاصرين تحت الأنقاض أو في الشوارع، دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل والحصار الخانق.

 الصحة العالمية: 100 ألف ضحية العدوان على غزة وانهيار النظام الصحي

أفادت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أن عدد الضحايا الناجم عن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 120 يوما تجاوز 100 ألف شخص بين قتلى وجرحى ومفقودين، ما يشكل 4.3 في المائة من عدد سكان القطاع البالغ 2.3 مليون نسمة.

وحذرت المنظمة من تدهور الوضع الصحي في القطاع وضرورة التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح.

وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل المنظمة للأراضي الفلسطينية المحتلة، في مؤتمر صحفي عقده عبر الفيديو من القدس المحتلة، إن غزة تعيش أزمة إنسانية خانقة، حيث يفتقر معظم السكان إلى الأمن والغذاء والماء والكهرباء والوقود والدواء، ويتعرضون للقصف والاعتداءات الإسرائيلية اليومية، خاصة في منطقة وسط القطاع التي تشهد تصعيدا ملحوظا في العمليات العسكرية.

وأعرب عن قلقه العميق إزاء عدم إمكانية الوصول إلى المستشفيات للمرضى والعاملين في المجال الصحي، مؤكدا أن 13 مستشفى من إجمالي 36 مستشفى يعملون بشكل جزئي في غزة، كما أن 13 مركزا للرعاية الصحية الأولية فقط تعمل من إجمالي 73 مركزا.

وتوقع المسؤول الأممي أن يزداد الوضع الصحي في غزة تأزما في ظل عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بدخول المساعدات الإنسانية والطبية للسكان، داعيا المجتمع الدولي للتحرك لتجنيب أهالي القطاع وضعا كارثيا “بات في مرمى العين”.

” لابد من تحرك دولي ضد جرائم الكيان الصهيوني في حق الأطفال الفلسطينيين”

 

أكد المحلل السياسي والدكتور موسى بودهان في تصريح لــ  موقع اخباري “أخبار الوطن”، على ضرورة تحرك دولي ومؤسساتي وقضائي وقانوني ضد جرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال الذين تعرضوا للقتل والتشرد والتهجير والانتهاكات الجسيمة لحقوقهم الإنسانية، مشيرا إلى أن 17 ألف طفل على الأقل في قطاع غزة قد انفصلوا عن عائلاتهم بسبب الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني.

وقال الدكتور بودهان إنه لا ينبغي الاكتفاء بقراءة الأرقام أو التقديرات أو الإحصائيات التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة عموماً واليونيسيف وغيرها من المنظمات الأخرى المتخصصة في شؤون الطفولة، بل يجب العمل على تنفيذ ما حكمت به محكمة العدل الدولية من إجراءات وتدابير لردع الكيان الصهيوني ومحاسبته على خرقه للقوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، خصوصاً منها تلك المتعلقة بالحقوق الأساسية والحريات العامة وحقوق الشعوب.

وأشاد محدثنا بالتحرك الذي قامت به الجزائر على مستوى مجلس الأمن الدولي أو على مستوى العلاقات الثنائية بتفعيل آلياتها الدبلوماسية، تلبية للنداء الذي قدمه عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، بخصوص رفع دعاوى قضائية ضد الكيان الصهيوني عن جرائمه البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية والتي اقترفها في حق الشعب الفلسطيني.

وأضاف المتحدث ذاته أنه لاحظ تحرك أحرار العالم هنا وهناك في العديد من الدول تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وأنه رأى تراجعاً في مساندة بعض الدول الأوروبية للكيان الصهيوني بسبب ظلمه وعدوانه وجوره، مما يعكس تغيراً في الرأي العام الدولي تجاه القضية الفلسطينية.

وختم الدكتور بودهان تصريحه بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يستحق كل الدعم والتضامن والاحترام، وأن الجزائر ستظل وفية لمبادئها وقيمها ومواقفها الثابتة في دعم القضايا العادلة والمشروعة في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى