مراسلون

انتعاش تجارة الأواني المنزلية وتخفيضات بـ50 بالمئة قبيل رمضان

تشهد أسعار الأواني المنزلية تراجعا معتبرا في الأسعار، خاصة بعد الفتح التدريجي للاستيراد وانتعاش نشاط التصنيع المحلي، الأمر الذي سمح للمواطنين بالتهافت على هذه المستلزمات تحضيرا لشهر رمضان الكريم، وهو الأمر الذي أشاد به التجار بعد تكدس بضاعتهم لأشهر طويلة، بعد ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية، حال دون إقبال الزبائن على هذه المستلزمات..
وأحدث هذا التراجع في الأسعار، حالة استثنائية من المنافسة بين المحلات والتجار “الفوضويين”، أين عرفت معظم الأسواق بالعاصمة اكتظاظا كبيرا للزبائن خاصة النساء اللواتي استغلين الفرصة من أجل اقتناء أغراض خاصة تحضيرا لشهر رمضان المعظم وشراء أوان جديدة تتزين بها مائدة رمضان كما تعودت عليه معظم العائلات الجزائرية كل سنة تقريبا، وهذا ما وقفت عليه “الشروق” في جولة استطلاعية لعدد من المحلات التجارية والأسواق، أين لفت انتباهنا توافدا كبيرا للزبائن على تلك المحلات خاصة منها التي تعرض منتوجات متنوعة، منها إكسسوارات تستعمل لتزين المطابخ وقاعات الطعام، وكذا مختلف أنواع الأواني سواء كانت البلاستكية أم أطقم الأكل الفاخرة والأواني الزجاجية الخاصة بالمشروبات وغيرهما، التي تفاوتت أسعارها مع انخفاض بعضها إلى ما يقارب 50 بالمائة عن سعرها السابق.

تجار يشيدون بتراجع الأسعار وزيادة الإقبال
وكشف بعض التجار في حديثهم إلينا، أنهم يلجؤون غالبا إلى خفض الأسعار بشكل ملفت لاستقطاب الزبائن عن طريق “الصولد” الذي يستقطب بشدة ربات البيوت، خاصة أن هذه الفترة تتزامن مع اقتراب الشهر الفضيل، وصرح معظمهم، أن هذه الطريقة هي الوحيدة من أجل القضاء على السلع والبضائع بعد تكدسها خلال السنة الفارطة نظرا لعزوف المواطنين عن اقتناء هذا النوع من الأغراض المنزلية، على حد تعبيرهم.
ويؤكد آخرون أن أسعار الأواني شهدت ارتفاعا خياليا خلال الأشهر الماضية، ودون سابق إنذار خاصة بالنسبة للسلع الصينية والأواني البلاستيكية التي بلغت ثمنا قياسيا سواء تعلق الأمر بالأواني ذات الاستخدام اليومي أم المناسبات، يضيف المتحدث، وهو ما خلق نوعا من العزوف عن هذه المحلات، ما جعل سلع وبضائع محله تتكدس بشكل مخيف، لتكبده خسائر باهظة واضطر إلى تخفيض السعر وتوحيده بهدف التخلص من كل المخزون الذي بحوزته.
ولمسنا خلال جولتنا بمختلف المحلات استحسان الوافدات عليها، بعد انخفاض الأسعار التي ساعدت الكثيرات منهن في اقتناء حاجيات جديدة بعدما كان يستحيل ذلك سابقا، خاصة أن العديد من المحلات وضعت عروضا ترويجية تنافسية والتسويق لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الاهتمام والزبائن، وهي العروض التي لقيت إقبالا غير متوقعا خاصة بعد تخفيض أسعار بعض الأواني إلى نصف سعرها الأصلي، حسب ما أكده لنا أحد التجار بالسوق الشعبي لباش جراح في العاصمة، قائلا أن ازدياد الطلب خلال هذه الفترة، يعتبر فرصة ثمينة لطرح سلع وبضائع كانت مكدسة داخل مخزن محله، والترويج لها من خلال نشر مقاطع فيديو عبر تقنية “اللايف” بصفحته الخاصة لاستقطاب عدد أكبر من الزبائن.

تخفيضات مغرية.. وسقوط حر لأسعار بعض المستلزمات
تنوعت السلع المعروضة بمختلف المحلات التجارية بالعاصمة والأسواق الشعبية، التي تنقلنا إليها، التي استقطبت النساء بشكل أكبر وما زاد من الإقبال الملفت، هو انخفاض أسعارها حيث علقت إحداهن قائلة إنها “جيّدة” مقارنة بالسابق وفي متناول العائلات ذات الدخل المتوسط والمحدود، فمثلا تراوحت أسعار الصحون الخاصة بطبق “الشربة” أو الحساء بين 150 و200 دج للصحن الواحد بعدما كانت سابقا نحو 600 دج، بينما تراجعت أسعار الصحون العادية إلى 100 دج بعدما تجاوزت 250 دج خلال الفترة العادية، وحتى الكؤوس الزجاجية شهدت تراجعا محسوسا بـ50 بالمائة حسب النوعية والشكل..
وخصصت، بالمقابل، بعض المحلات بالأسواق الشعبية مساحات خاصة لبيع أواني مختلفة بسعر موحد وإرفاقها بلافتة “صولد”، تخصص لبيع أواني مكدسة برفوف المحلات منذ فترة طولية، أو بعض المستلزمات الخاصة بتزين المطبخ والأواني البلاستكية.

فتح الاستيراد أعاد التوازن للسوق
وفي هذا السياق، أرجع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفين الحاج الطاهر بولنوار، الانخفاض الذي تشهده بض الأسواق والمحلات الخاص ببيع الأواني المنزلية، إلى تكثيف نشاط الورشات الوطنية التي تعمل في مجال إنتاج الأواني، وسعيها إلى زيادة الإنتاج، ويضيف بولنوار في حديثه لـ”الشروق”، أن عودة الاستيراد والسماح التدريجي لدخول السلع من الخارج، خاصة المتمثلة في الأواني المنزلية، سمح باستقرار الأسعار وأعاد التوازن للأسواق.
وأوضح بولنوار، أن الفترة الحالية تعرف عادة انتعاش هذه التجارة تزامنا مع اقتراب الشهر الفضيل، كما أن العديد من العائلات الجزائرية تعودت، حسب بولنوار، على التجديد الجزئي للأواني والأغراض الخاصة بالمطبخ ومستلزماته، باعتبار أن هناك فترة من السنة يزداد الطلب بكثرة على هذه المستلزمات وهي الفترة التي تسبق شهر رمضان بحوالي شهر أو شهرين.
وأضاف محدثنا، أن استقرار وانخفاض الأسعار راجع أيضا، إلى استغلال التجار لمخزون السلع التي لم يتمكنوا من بيعه السنة الفارطة أو التي سبقتها، وعرضها للبيع بمناسبة اقتراب شهر رمضان، إلى جانب ذلك، يضيف بولنوار، أن إستراتيجية المؤسسات الإنتاجية المحلية، أصبحت تتوافق مع قواعد السوق وقانون ازدياد العرض والطلب، وهو ما ساهم، بحسب المتحدث، في وفرة المنتج بمختلف الأسواق.

تشجيع التصنيع المحلي لتغطية العجز بالسوق الوطني
وبالمقابل، أكد عضو بالجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، محمد مشدان، أن العديد من المصنعين صوبوا اهتمامهم مؤخرا بمجال الاستثمار في القطاع. وهو ما يفسر، بحسب المتحدث، انهيار الأسعار منذ منتصف السنة الماضية إلى حد اليوم، وكذا فتح الاستيراد للأواني والأجهزة المنزلية نظرا للعجز المسجل في السوق الوطنية.
وثمّن مشدان الإجراءات التي اتخذتها السلطات، لتشجيع الاستثمار في كل ما هو منتج محليا كذا منح امتيازات من عقارات صناعية وتسهيل القروض البنكية والامتيازات الخاصة بالضرائب، لزيادة الإنتاج وتغطية العجز بالسوق الوطنية والعمل على التصدير مستقبلا نحو الخارج، ونوّه المتحدث إلى وجود عدة علامات تجارية لبعض المنتجات المحلية في هذا المجال، فرضت منافسة قوية بالسوق وساهمت في استقرار الأسعار حاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى