دوليّة

ارتفاع معدّل التضخم في بريطانيا يعرقل مساعي حل أزمة تكاليف المعيشة وتوقعات برفع اضافي لمعدلات الفائدة

بقي معدل التضخم السنوي في بريطانيا عند مستوى غير متوقع بلغ 8.7 في المئة في أيار، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الأربعاء، ما يفاقم الضغط على بنك انكلترا والحكومة للتحرّك لحل أزمة تكاليف المعيشة.

وتوقعت الأسواق تراجعا عن مستويات نيسان، بينما يتوقع كثيرون بأن يرفع بنك انكلترا المركزي معدلات الفائدة مجددا الخميس لكبح جماح معدل التضخم الذي يعد الأعلى من بين دول مجموعة السبع.

وتمثّل البيانات الأخيرة ضربة أيضاً لرئيس الوزراء ريشي سوناك الذي جعل من خفض التضخم أولوية لحكومته المحافظة قبيل الانتخابات العامة السنة المقبلة. وأقر سوناك في تصريحات أدلى بها أمام البرلمان بعد صدور البيانات الأخيرة بأن “التضخم هو ما يؤدي إلى تآكل مدخرات الناس ويرفع الأسعار ويزيد من فقرهم في نهاية المطاف”.

واعتبر بان “اجتثاث التضخم ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، لكننا سنتخذ القرارات الصعبة والمسؤولة للقيام بذلك”.

وتقاوم الحكومة مطالب المدرّسين والعاملين في قطاع الصحة العام بزيادة أجورهم للتعويض عن مستويات التضخم المرتفعة، وهو أمر أدى إلى إضرابات تواصلت لشهور فيما يعاني ملايين البريطانيين من أسعار الطاقة والمواد الغذائية المرتفعة.

وكان من المتوقع بأن يتراجع مؤشر أسعار المستهلك إلى 8.4 في المئة الشهر الماضي بينما ارتفع معدل التضخم الأساسي الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة، بشكل غير متوقع إلى 7.1 في المئة في أيار، بحسب مكتب الإحصاءات الوطنية.

وأشارت المسؤولة عن التمويل الشخصي لدى شركة “هارغريفز لانسداون” ساره كولز إلى أن معدل “التضخم الأساسي ارتفع مجدداً إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 30 عاماً”. وتابعت “سيؤثر انخفاض تكاليف الطاقة في نهاية المطاف على الأسعار في مختلف القطاعات ويفترض بأن نشهد تراجعاً بعض الشيء في الأسعار المرتفعة في مواد البقالة خلال الأشهر المقبلة”.

وأضافت “لكن في العديد من الحالات، لن يؤدي ذلك إلى خفض الأسعار، بل ستصبح أغلى ثمناً بشكل أبطأ”. وقال كبير خبراء الاقتصاد لدى مكتب الإحصاءات الوطنية غرانت فيتزنر أن التضخم بقي على حاله الشهر الماضي لترتفع تكاليف السفر جواً مقارنة بما كانت عليه قبل أكثر من عام.

وأوضح أن “ارتفاع أسعار السيارات المستعملة وتذاكر الحفلات الموسيقية وألعاب الكمبيوتر ساهم في بقاء التضخم مرتفعاً”.

وأما كبير خبراء الاقتصاد لدى “دانسك بنك” مايكل غران فقدّر مؤخراً بأن انطلاق جولة النجمة الأميركية بيونسيه العالمية من ستوكهولم الشهر الماضي زاد التضخم في السويد بـ0.2 نقطة مئوية مع تدفق معجبيها إلى الفنادق والمطاعم.

وأفادت إبيك أوزكاردسكايا، المحللة البارزة لدى “سويسكوت بنك” بأن الأرقام الأخيرة توجّه “تحذيراً من أن ضغط التضخم…ليس تحت السيطرة وتستدعي رفع معدلات الفائدة أكثر، وهو أمر سيفاقم الضغط على العائلات البريطانية”.

ورفع بنك انكلترا بالفعل تكاليف الاستدانة إلى أعلى مستوى منذ 15 عاماً لتبلغ 4,5 في المئة، في مسعى للتخفيف من حدة التضخم.

ومن المتوقع بأن ترتفع أكثر بعد اجتماع دوري للمصرف اليوم الخميس لتكون الزيادة الـ13 على التوالي لمعدل الفائدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى