دوليّة

مبادرة الصين للتسوية في أوكرانيا طوق نجاة من حرب عالمية وشيكة

أكد خبير العلاقات الدولية حامد فارس،أن مبادرة الصين لوقف الحرب في أوكرانيا تمثل طوق النجاة الأخير من نشوب حرب عالمية قد تكون وشيكة.

وقال فارس “لحظات من الترقب والقلق الكبير على الساحه الدولية بعدما أعلنت الصين أنّها بصدد طرح مبادرة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية التي مثّلت ثقلا اقتصاديا كبيرا على كل دول العالم.”

الخارجية الروسية ترحّب

وأشار إلى أنّ الكثير من الدول والشعوب تنظر لهذه المبادرة باعتبارها من المُمكن أن تكون طوق النجاة لإنهاء هذه الحرب، لافتا إلى أن الخارجية الروسية رحّبت برغبة بكين في حل الأزمة الأوكرانية، وأشادت بدورها المتوازن والحكيم في التعامل مع هذه الأزمة.

وأضاف أن الغرب بمجرد إعلان الصين عن هذه المبادرة انهال عليها بالطعنات وشكّك فيها وطعن بحقها خاصة أن الغرب ينظر لبكين باعتبارها وسيطا غير محايد، ويبدي الغرب دوما تشكّكا دائما في نواياها، بل دائما ما يحاول الغرب والإداره الأمريكية إدخال الصين كطرف فاعل في هذه الحرب كونه متضامن مع الجانب الروسي على حد مزاعم الغرب، وهو ما يفقد هذه المبادره مصداقيتها من الأساس من وجهة النظر الغربية بالطبع.

الصين وتسريع وقف إطلاق النار

وأردف بالقول، ‏وعليه فهل هناك حديث جدّي للسلام بين أطراف الحرب، وهل سيقبل الغرب المبادرة الصينية إن لم تحقق أهدافهم ورغباتهم الجيوسياسية في ظل عدم وجود رغبة وأرضية مشتركة لحل الأزمة التي من المُمكن جدا أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.. وبالنظر إلى ما يُمكن أن تطرحه هذه المبادرة من بنود للعمل على حلحلة المشهد المعقد والمتشابك، فستعمل الصين على تسريع التوصل إلى وقف إطلاق النار.

أولا حتى يتسنى للأطراف المتنازعة الجلوس على مائدة حوار واحدة وبدء مفاوضات حقيقية بين الغرب وروسيا وعدم الانجرار إلى ما هو أبعد مما حصل على أرض الواقع.

أسباب الأزمة الأوكرانية

من جانبه قال الباحث والكاتب الصحفي أحمد رفعت لـRT إنّه بالنظر لمبادرة الصين لوقف الحرب نرصد مايلي، بينما تعلن روسيا تجميدها لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (ستارت) لكن قبلها في الأربعاء الماضي أعلنت الخارجية الروسية فجأة أن الصين أطلعت موسكو من خلال زيارة وانج يي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني على رؤيتها لما وصفته بـ”الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية.. فضلا عن مقاربات التسوية السياسية”.

وحينها لم تتحدث الخارجية الروسية عن أي “خطة سلام شاملة ومفصّلة لكن كان ملفتا الحديث عن “جذور الأزمة “و” مقاربات التسوية السياسية”! خلال هذه الزيارة التقى وانج الرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف وأمين سر مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، بحسب الباحث رفعت.

وأضاف: “أما هناك وعلى الجانب الآخر في أوكرانيا، قال وزير خارجيتها دميتري كوليبا إنه التقى المسؤول الصيني في ألمانيا يوم الثلاثاء (أي قبل توجه الأخير إلى موسكو) وتحدّث معه في مبادئ عامة عن رؤى صينية للأزمة في أوكرانيا دون التطرق إلى تفاصيل ودون أي أفكار مكتوبة ولكن أوكرانيا – هكذا يقول – لن تقبل ما يتعرض لوحدة أوكرانيا”.

80 دولة وافقت على مبادرة الصين

وبيّن أن مسؤولين صينيين يتحدثون عن 80 دولة وافقت على المبادرة، وهذا يعني عدة أمور :أن المبادرة محددة النقاط أو على الأقل في غالبها الأعم فالحديث عن موافقة الدول الـ80 كان على “مبادرة ” وليس عن “مساعي صينية “! وأن الحديث الروسي عن إقرار الصين بجذور الأزمة “يعني اعتراف الصين في مبادرتها بأسباب النزاع!”

مع ذلك، ورغم الجهد الصيني الكبير يُمكن القول إن المبادرة تأتي بعد لقاءات روسية صينية على أعلى مستوى أكدت على وصول التنسيق والتعاون بين البلدين إلى قمته، وبالتالي لا نتصور أن تقدم الصين مبادرة على عكس ما تراه روسيا حقوقها المشروعة، إلا أن المبادرة ستخفف قطعا من الاتهامات الغربية للصين بمساعدة ودعم روسيا وتبعد الأنظار عنها كما أنها تحاول وقف تصعيد كبير منتظر الأيام المقبلة، يقول رفعت.

وهو ما أشار إليه بالأمس رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو الذي حذّر من ضياع فرصة المبادرة الصينية” وهذا يشير إلى علمه ببعض نقاطها !

واختتم قائلا: إن الصين إذا نجحت في مبادرتها ستتوّج فعليا قوة عظمى وقطب عالمي وهو السبب الذي يكفي وحده لتبذل الولايات المتحدة كل جهدها لإفشال الخطة الصينية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى