عربيّة

“الخليج”: محمد السادس دعا للحوار مع الجزائر بهدف تجاوز الخلافات

اشارت صحيفة “الخليج” الاماراتية أن “العلاقات بين المغرب و​الجزائر​ ظلت تراوح بين المد والجزر منذ استقلال الجزائر العام 1962، تخللها حرب ضروس في تشرين الاول 1963 بسبب مشاكل حدودية في مناطق تندوف وحاسي بيضة وفكيك، أطلق عليها “حرب الرمال”، وانتهت باتفاق على وقف ​إطلاق النار​ بواسطة ​الجامعة العربية​ ومنظمة الوحدة الإفريقية”.

ولفتت الى أن “العلاقات شهدت تحسنا ملحوظاً الا انها ظلت مشوبة بالحذر نتيجة الخلافات الحدودية التي لم تحل، وهي خلافات موروثة عن المستعمر الفرنسي الذي تعمد عدم ترسيم الحدود إلا بطول 165 كيلومتراً بدءاً من شواطئ المتوسط في الشمال حتى مدينة فكيك في ​الجنوب​، والباقي أرض مفتوحة من دون ترسيم، ثم برزت قضية الصحراء المغربية التي شكلت قضية خلافية بين البلدين، وتأييد الجزائر لجماعة البوليساريو التي تسعى لسلخ الصحراء عن التراب المغربي، وهي القضية التي لا تزال تشكل عقبة كأداء على طريق تطبيع العلاقات بين البلدين”.

واضافت: “ورغم قيام الاتحاد المغاربي في شباط 1989 بمدينة مراكش المغربية بين المغرب والجزائر وتونس و​موريتانيا​ و​ليبيا​، الذي كان يؤمل أن يكون باكورة اتحاد بين الدول الخمس التي تزيد مساحتها مجتمعة على مساحة دول ​الاتحاد الأوروبي​، ويعتبر ​اقتصاد​ها مكملاً لاقتصاد بعضه، وكان يمكن أن يحقق الاكتفاء الذاتي في معظم حاجات هذه الدول التي تضم أكثر من مئة مليون نسمة”، لافتة الى أن “ما جرى بعد ذلك بسبب تفاقم ازمة أزمة الصحراء المغربية، أصيب الاتحاد المغاربي بالشلل التام منذ مطلع العقد الماضي وحتى الآن، ما أثر سلباً في مجمل العلاقات بين دول ​المغرب العربي​، وخصوصاً بين المغرب والجزائر اللذين شهدت العلاقات بينهما قطيعة جديدة العام 1994، إثر إغلاق الحدود بينهما جراء تفجيرات مراكش”.

وشددت على أن “دعوة عاهل المغرب الملك ​محمد السادس​ التي أطلقها مؤخراً للحوار مع الجزائر تأتي بهدف تجاوز الخلافات بين البلدين الشقيقين، مبادرة صادقة لرأب الصدع وحماية للوحدة الترابية المغاربية، وطي صفحة مريرة من الخلافات بين البلدين أضرت بالبلدين والشعبين، ولا يجوز أن تبقى نقطة سوداء في تاريخ البلدين اللذين يجمعهما تاريخ مشترك في الصراع ضد الاستعمار، ووحدة دم ومصير لا يجوز للخلافات أن تلوثها أو تنتقص من قيمتها”، معتبرة أن “الدعوة المغربية جاءت في وقتها وسط مخاطر الإرهاب الذي يعصف بشمال القارة الإفريقية، وعلى تخوم البلدين، وهو الإرهاب الذي اكتوت الجزائر بجمره طوال عشر سنوات، وهي دعوة منطلقها الإحساس بالمسؤولية القومية في ضرورة رأب الصدع وحل الخلافات البينية التي هي خسارة للشعبين”.

ورأت أنه “عندما تعلن دولة الإمارات تأييدها لدعوة العاهل المغربي، إنما تنطلق في ذلك من أهمية الحوار لحل المشاكل والأزمات، لأنه بالحوار وحده يمكن التوصل إلى حلول مقبولة تحول دون اللجوء إلى خيارات أخرى لن تكون نتيجتها إلا العداء والدمار والخراب، خصوصاً أننا نتحدث عن بلدين شقيقين مجاورين يجمهما مصير وتاريخ ودين ولغة وثقافة واحدة، يجب أن تشكل قاسماً مشتركاً أقوى من أي خلاف حدودي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى