دوليّة

باجولي الدبلوماسي ، رجل المخابرات ام كاتب مذكرات ،،،

باجولي رجل الدبلوماسية والمخابرات ،،،

بيار باجولي دبلوماسي ام رجل مخابرات يلبس قناع الدبلوماسي ؟؟؟

المتابع للحياة المهنية لباجولي يكتشف دون عناء ان الرجل يلبس ثوب الدبلوماسية لمجرد المرور بسهولة في قاعات الانتظار و قاعات التحرير و يجيز له حمل جواز سفر يسمح له بركوب الطائرة درجة أولى دون المرور على طابور رجال المخابرات و لجان التفتيش في بغداد و باقي العواصم التي خدم فيها مما يسمح له الوصول الى الهدف  تحت غطاء الحصانة الدبلوماسية .
عندما استقبله متران سنة 1994 لتكليفه بمهمة تمثيل الدبلوماسية الفرنسية في عمان الاْردن و ليس من عادة  الرئيس الفرنسي استقبال السفراء قبل تعيينهم في عواصم العالم و لا حتى سفير فرنسا في واشنطن  الولايات المتحدة او موسكو روسيا لكنه فعلها مع باجولي السفير فوق العادة الى عمان وهي معقل و مربط فرس القضية الفلسطينية قضية كل العرب و المسلمين كانت مهمة باجولي مهمة في غاية الخطورة الدقة و التمييز ووو …… الخ .

بعد نهاية عهد ميتران و وصول جاك شيراك  ورغم اختلاف وجهات النظر السياسية بين الرجلين الا ان شيراك كان يدرك انه لن يجد أفضل من باجولي لتولي مهمة تمثيل الدبلوماسية الفرنسية في بغداد العراق خاصة بعد أزمة الخليج الاولى و بداية أزمة الخليج الثانية  والتدخل الامريكي في العراق عام 2003 .

مهمة مثل هذه و في بؤرة توتر مثل هذه و في ظروف استثنائية كالتي يعيشها الخليج لن تجد باريس و حكومة شيراك أفضل من الخبير في الشؤون الأمنية و الدبلوماسي المميز باجولي  من مثله يستطيع لَبْس بدلة بيار كاردان والاختلاط بالبدلة العسكرية وكأنه يلبس الكاكي .

الرئيس الفرنسي جاك  شيراك و قبل مغادرته لقصر الاليزي أراد ان يترك  لأحبابه في الجزائر  هدية مميزة تعيد لفرنسا مجدها المهدد بالضياع و لن يجد أفضل من تكليف باجولي بمهمة تمثيل الدبلوماسية الفرنسية في الجزائر … المهمة لم تطول و اقتصرت على عامين فقط حقق خلالها ما عجز عن تحقيقه سلفه خلال سنوات طويلة ليعود الى باريس و يكلف بمهمة لا تقل أهمية عن الاولى و هي متابعة الملف الجزائري من باريس ليعود الى الجزائر كسفير للمرة الثانية في عهد ساركوزي

بعد وصول الرئيس هولاند كلّف باجولي بتولي مهمة إدارة المخابرات الخارجية و متابعة الملف الجزائر اكثر من غيره بحكم انه خبير في الشأن العربي عموما و الجزائري بالخصوص

بعد تقاعده الشكلي و ليس الحقيقي لان رجل المخابرات لا يتقاعد أبدا ولا حتى رجل الدبلوماسية هاهو يتولى باجولي مهمة جديدة و هي توثيق ما عاشه و عايشه خلال مسيرته و كتابة مذكرات هي عبارة عن وثيقة تاريخية لرجل استثنائي  يدلي برأيه من خلال كتاب ” لم تعد الشمس تشرق من الغرب ”

صدور الكتاب في هذا الوقت بالذات  هو دليل على  ان الرجل الذي مازال تحت ” واجب التحفظ” بات مكلف بمهمة لا تقل عن المهام التي تولاها سابقا و ربما اهم و اخطر

مهمة كاتب مذكرات و تقارير بعد ان تولى مهمة دبلوماسي و خبير شؤون أمنية كتابه عبارة عن  قنابل ستنفجر هنا وهناك الهدف من وراءها الضغط على جهات و خلط أوراق جهات أخرى عديدة .

وما قاله عن الجزائر ليس حبا في الديمقراطية او حقوق الانسان وإنما هو كلام أراد من خلاله إرسال تحذيرات ان الأمور اذا خرجت عن المتفق عليه سيكون لنا كلام اخر ، وهذا النوع من الرسائل وفِي هذا الوقت بالذات  لها معنى واحد و وحيد ، وهو ان باريس طرف في أي قرار مهما كان حجمه نوعه لونه و هدفه و القول كذلك ان اللعب من دون اشراك باريس هو انتحار هو لعب بالنار و هو إعلان حرب باردة .

محمد خذير جنيف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى