قضايا وملفات

خيانة حكام المغرب للجزائر عبر التاريخ … أشهر الخيانات التي تعرضت لها الجزائر على يد حكام ملوك و سلاطين المغرب * الشقيق * …

تعرضت الدولة الجزائرية عبر العصور لخيانات كثيرة جدا على ايدي ملوك حكام و سلاطين المغرب و اهم هذه الخيانات نلخصها في اربع خيانات عبر التاريخ
الخيانة الأولى : خيانة و غدر السلطان بوخوس سلطان موريطانيا الطنجية الذي كان يحكم شمال نهر السينغال موريطانيا الصحراء الغربية و المغرب ضد حاكم الدولة النوميدية بالجزائر الملك يوغرطة

يوغرطة هو ملك نوميدي جزائري كان حاكم مملكة نوميديا ( من غرب تونس ساحل ليبيا الى شمال و الهضاب العليا بالجزائر وصولا الى شرق المغرب حاليا ) اين أعلن الحرب ضد روما التي كانت تتدخل في شمال افريقيا و الحق بجيشها الكبير خسائر هائلة قسمت ظهر الجيش الروماني لمدة ثمان سنوات سببت صداع كبيرا لروما التي عجزت عن هزمه و لما احست روما بقرب انتصار يوغرطة دبرت له مكيدة بالتواطئ مع زعيم امارة موريطانيا الطنجية السلطان بوخوس الاول و موريطانيا هي امارة صغيرة مجاورة لنوميديا من جهة الغرب ….اين استدرج السلطان بوخوس الملك يوغرطة لمقر مملكته موريطانيا (شمال المغرب حاليا) و القي عليه القبض في عملية جبانة عادرة و تم تسليمه للرومان و تعتبر اول خيانة يتعرض لها حاكم جزائري من قبل حاكم مغربي عبر التاريخ لتيليها خيانات اخرى كثيرة و عظيمة اين بقيت كل المنطقة تحت النفوذ الروماني لفترة طويلة نتيجة الخيانة العظمى للسلطان المغربي .

الخيانة الثانية حدثت عام 1858 و تتعلق بغدر السعديين في المغرب في تلك الفترة بحاكم الجزائر حسان بن خير الدين بربروس في معركة مزغران ضد الاسبان حيث شنت القوات الاسبانية حملة عسكرية ضد السواحل الجزائرية و امام ضعف الدولة الزيانية استنجد الجزائريون بالاخوة بربروس لمواجهة هذا العدوان الغاشم اين وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة و تم الحاق خسائر كبيرة بالجيش الاسباني و تحرير اغلب المدن الساحلية الجزائرية لكن في نفس الوقت كانت الجهة الغربية من الجزائر تتعرض لضربات غدر و خيانة من قبل جيش المغاربة الذين استغلوا اوضاع المنطقة و انشغال الجزائريين بحربهم ضد الاسبان و حاولو احتلال اجزاء كبيرة من الاراضي الجزائرية جهة الغرب و هو ما دفع بحسان بن خير الدين بربروس لاقامة حامية قوية في تلمسان للتصدي للاختراقات الغادرة من جيش المغرب لكن الاسبان اتفقوا مع السعديين في فاس على خطة خبيثة تقضي بمهاجمة الاسبان لمدينة مستغانم مع هجوم السعديين على تلمسان غربا و هو ما تم بالفعل حيث هاجم الاسبان مستغانم و لما خرجت الحامية في تلمسان لدعم القوات المتوجهة لمستغانم هاجمتها قوات المغرب و قطعت عليها الطريق نحو مستغانم لنجدة الجيش الجزائري المحاصر الذي تكبد خسائر قبل نجدة الاهالي الذين استنفرهم شيخ القبيلة و مرابط منطقة مستغانم الشيخ سيدي لخضر بن خلوف الذي استطاع ان يجند عدد كبير من القبائل لمواجهة الاسبان في مستغانم و استطاع أن يبيد الجيش الاسباني عن بكرة ابيه مع قائدهم الكونت ألكوديت و هو ما جعل السعديين ينسحبون صاغرين من تلمسان بعدما بلغهم خبر الانتصار الجزائري المدوي في معركة مزغران اين انسحبوا هاربين مذلولين و حقق الجيش الجزائري المقاوم انتصار عظيم سجل باحرف من ذهب في كتب التاريخ و هذه المرة الخيانة المغربية لم تنجح بل كبدت خسائر معنوية و مادية للجيش المغربي الخائن في تلك الفترة .

الخيانة الثالثة و تتعلق بغدر السلطان المغربي عبد الرحمن بن هشام بالأمير عبد القادر الجزائري بعد الاحتلال الفرنسي عام 1830 اين تعرضت الجزائر لحملة عسكرية من طرف القوات الفرنسية و تم التصدي لها من قبل الاهالي في كل مكان و بالخصوص في منطقة نفوذ الامير عبدالقادر الذي اسس جيش مقاوم راح يقاوم الغزو الفرنسي اين الحق به خسائر جد فادحة في المقابل نجد ان حاكم المغرب في تلك الفترة السلطان عبدالرحمن بن هاشم المغربي قد استسلم للاحتلال الفرنسي بل اكثر من ذلك تحالف معهم ضد جيش الامير عبدالقادر الذي تم محاصرته و الغدر به و هو ما ادى الى تخليه عن مقاومة الاحتلال الفرنسي و تفكيك جيشه المقاوم و منها النفي الى سوريا اين عاش و مات هناك .

الخيانة الرابعة عام 1956 و تتعلق بغدر ولي العهد المغربي في تلك الفترة الحسن الثاني بقادة الثورة الجزائرية و تسليمهم للسلطات الفرنسية عبر الطائرة المختطفة و هي اشهر عملية قرصنة جوية عرفت خلال ثورة التحرير اين تعرض قادة الثورة الجزائرية (بن بلة و رفاقه) اثناء ركوبهم لطائرة مغربية متوجهة الى تونس لحضور قمة مع الرئيس التونسي بورقيبة و الملك المغربي محمد الخامس لكن فجأة اعتضرت الطائرات العسكرية الفرنسية طائرة المجاهدين و ارغمتها على النزول في مطار وهران و هو ما ادى الى القاء القبض على قادة الثورة الجزائرية ووضعهم في السجن حتى الاستقلال و قد تبين فيما بعد ان ولي العهد المغربي في تلك الفترة و الملك في ما بعد الحسن الثاني هو من خان غدر و ابغ السلطات الفرنسية عن تاريخ ساعة ومكان اقلاع الطائرة و هذا حسب شهادة الرئيس الجزائري السابق و احد المختطفين في الطائرة احمد بن بلة في شهادته للعصر مع احمد منصور لقناة الجزيرة سنة 2002 و كذلك شهادة الصحفي المصري و المورخ محمد حسنين هيكل على قناة الجزيرة سنة 2008

هذه اهم و ابرز الخيانات التي سجلها التاريخ و التي تعرضت لها الجزائر من قبل حكام ملوك و سلاطين المغرب و هناك خيانات اخرى كثيرة لا يتسع المقام و لا المقال لذكرها لكننا سنعود اليها في وقت لاحق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى